بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
إنجيل موسى
صفحة 1 من اصل 1
إنجيل موسى
في الحديقة العامة يجلس وحيدا.كانت هذه عادته كل مساء.كان لا يحبذ الجلوس في المقهى.حين كنت تسأله لماذا،لم تكن حجته إلا أن في الحديقة ما ليس في المقهى..لكن الحقيقة لم تكن كذلك ؛فصاحبنا يثقل عليه أداء ثمن المقهى كل يوم؛هذا كل ما في الأمر وكفى.
كان موسى بقامته الطويلة وهندامه الأنيق ومشطته الفريدة ؛يختار أحد الكراسي في الحديقة العامة ،بصره يقلبه في الأفق في حين رجله المدلاة من على الكرسي يحركها ذهابا وإيابا في حركة لا تنقطع.
وينما هو على حاله كان يحس مرة مرة بشيء يرتطم بمؤخرة قدمه؛توقف عن الحركة ودفعه فضوله إلى أن يشرئب بعنقه إلى تحث الكرسي ؛ نظر فإذا هو صندوق صغير لا غبار عليه وكأن شخصا ما وضعه لثوه ثم انصرف .
نزل موسى من على الكرسي ولاح ببصره يمينا فشمالا وبعدما أيقن ألا أحد يرقبه مد يده وسحب الصندوق ، ثم قام من مقامه وشيء ما يغمره بين الحيرة والسرور، كان يحس بأن شيئا ما قد لازمه طويلا آن له أن ينصرف .ثم ضم الصندوق إلى صدره وهرع يمشي مشيا أشبه بمشي أهل الحب للميعاد.
لكن الغريب في الأمر هو أن موسى سلك طريقا غير الذي ألف أن يسلكه كل يوم، كان غرضه أن يتجنب مضايقة من سائل في الطريق يثيره فضوله فيسأله عن ما في الصندوق وعن وعن....
وما هي إلا لحضات حتى كان موسى داخل بيته الصغير، تخلص من حذائه ووضع الصندوق بلطف فوق خوان كان بجانب سريره واستلقى على قفاه وسار يحدث نفسه بأشياء غريبة.:قال إن صندوقا جميلا مثل هذا لا يمكن إلا إن يضم أشياء أجمل وأثمن منه....وسرعان ما نسي نفسه وبدأ يغرقها في أمور هي حثما تناقض حاله.
بعد هذه اللحظة التي لم تعمر طويلا قام موسى من سريره وأحضر الصندوق الذي كان مشدودا بقفل صغير سرعان ما جره فانكسر.أغمض عينيه الصغيرتين وبدأ بفتح الصندوق في حركة بطيئة .إنفتح الصندوق وفتح موسى مقلتيه فإذا هو صليب من معدن يعلو كتابا علم موسى أنه يرجع إلى قوم يقال لهم النصارى.أخرج الكتاب وفتحه ثم بدأ يحدق في سطوره التي لم يفقه منها شيئا.وما هي إلا ثوان بعد ذلك حتى طوى الكتاب وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأعاده إلى الصندوق ومعه الصليب .ثم استلقى على قفاه ثانية وعلامات الخيبة بادية على وجهه الشاحب .كان السؤال الذي طرحه على نفسه طويلا .؛ماقيمة شيء مثل هذا؟!
فكر طويلا وبعدما عجز عن أن يجد للسؤال جوابا ؛أطفأ المصباح ،
وأسلم جسده لنوم عميق..
في الصباح كانت الشمس تصعد في خطى تابثة .كانت الساعة في حدود العاشرة ،قام موسى من مضجعه وعلامات الخيبة باق أثرها على محياه الوديع .تناول فطوره على عجل ،ثم حمل الصندوق وأمله أن يبيعه في السوق الأسبوعي.
كان السوق يعج بالباعة والزبائن الذين جاؤوا من كل حذب وصوب .هنا يمكن أن تجد كل شيء ؛حتى الخرد التي تمتليء نفسك يقينا بأنك لن تحتاجها يوما تجدها معروضة للبيع ،وربما خاب يقينك وتدعوك الحاجة يوما فتطلبها بثمن أكبر مما كنت تتصور .نعم هذا قانون السوق.
في الشطر الأخير من السوق مكان لعرض منشورات أكل الدهر عليها وشرب تنبعث منها رائحة الماضي السحيق.أو قل إن منظرها أشبه بمقبرة للكتاب والشعراء معا.
اختار موسى مكانا بين الباعة ،ألقى إزارا عى الأرض وأخرج الصندوق ووضع فوقه الكتاب بينما أبقى على الصليب داخل الصندوق،ثم جلس يرقب المارة في نظرات متشائمة،.
مرت ساعتان وموسى على حاله ،لا يبرح مكانه ،لا أحد يساومه عن ثمن أو يجادله في محتوى.كان كل من يتصفح الكتاب ينصرف إلى حال سبيله أو ينظر إلى موسى نظرة فيها ازدراء....جن جنون موسى وأخرج سجارة وضعها بين شفتيه وبدأ يحدث نفسه كما في كل مرة :قال إن شيئا مثل هذا لا يليق بهؤلاء الحمقى وسرعان ما انقلب حاله وتبسم ابتسامة خفيفة اذ انبرت في نفسه فكرة علم أنها عين الصواب .
الساحة العامة .نعم.الساحة العامة.
جمع كل شيء في عجل وقصد الساحة.
في الساحة العامة سياحا يجيئون من كل مكان .وقف موسى وبدأ يراقب المشهد من بعيد ،كانت حركة السائحين ذهابا وإيابا تخلق عالما غريبا في بلد غريب ،كانوا يعجبون بكل شيء ،يصورون كل شيء حتى ليخيل إليك أنهم يحاولون نقل هذا العالم إلى عالم آخر.
وقف موسى والصندوق بين يديه وفجأة وقع بصره على أحدهم مسرعا كأنه يعرفه من زمان بعيد واليوم جاء للقائه ،تقدم نحوه وقال له بلكنة فرنسية من الدرجة الثالثة.
ـ بونجور.
رد الرجل.
ـ بونجوغ.
قال له موسى في عجل .
ـ هل تشتري مني هذا.
أجابه السائح.
ـ هذا الصندوق إنه شيء جميل ..
لم يتمم السائح كلامه حتى قاطعه موسى بقوله.
ـ أنالا أقصد الصندوق .أنا أقصد الكتاب .
وفتح الصندوق و أمر السائح أن يمد يده و يكتشف بنفسه.
مد الرجل يده وأخرج الكتاب ومعه الصليب وقال :
ـ هذا شيء رائع .من أين جئت بهذا.،!!؟
أجابه موسى متلعثما.
ـ إنه لي .نعم هو لي .
ابتسم السائح ساخرا.فقال له موسى.
أضنه أعجبك .هل تشتريه مني .إنه شيء رائع ،كما أني لن أطلب الكثير.ما رأيك.؟
أجابه السائح بعد مهلة .
ـ لن أشتريه منك ولكن ...
قاطعه موسى .
ـ ولكن ماذا ؟!
ضحك الرجل ومد يده إلى جيبه وأخرج ورقة نقدية سر موسى لرؤيتها .وقال .
ـ احتفظ به لنفسك أنا على يقين أنك في حاجة إليه .
مد الكتاب إلى موسي ومعه الورقة النقدية وودعه .
أما صاحبنا فضل جاثما في مكانه مهموما مصدوما وما هي إلا لحضات حتى خطى نحو كرسي بالحديقة العامة ووضع الصندوق تحث كرسي من الكراسي وانطلق راكدا في حركة هستيرية...
كان موسى بقامته الطويلة وهندامه الأنيق ومشطته الفريدة ؛يختار أحد الكراسي في الحديقة العامة ،بصره يقلبه في الأفق في حين رجله المدلاة من على الكرسي يحركها ذهابا وإيابا في حركة لا تنقطع.
وينما هو على حاله كان يحس مرة مرة بشيء يرتطم بمؤخرة قدمه؛توقف عن الحركة ودفعه فضوله إلى أن يشرئب بعنقه إلى تحث الكرسي ؛ نظر فإذا هو صندوق صغير لا غبار عليه وكأن شخصا ما وضعه لثوه ثم انصرف .
نزل موسى من على الكرسي ولاح ببصره يمينا فشمالا وبعدما أيقن ألا أحد يرقبه مد يده وسحب الصندوق ، ثم قام من مقامه وشيء ما يغمره بين الحيرة والسرور، كان يحس بأن شيئا ما قد لازمه طويلا آن له أن ينصرف .ثم ضم الصندوق إلى صدره وهرع يمشي مشيا أشبه بمشي أهل الحب للميعاد.
لكن الغريب في الأمر هو أن موسى سلك طريقا غير الذي ألف أن يسلكه كل يوم، كان غرضه أن يتجنب مضايقة من سائل في الطريق يثيره فضوله فيسأله عن ما في الصندوق وعن وعن....
وما هي إلا لحضات حتى كان موسى داخل بيته الصغير، تخلص من حذائه ووضع الصندوق بلطف فوق خوان كان بجانب سريره واستلقى على قفاه وسار يحدث نفسه بأشياء غريبة.:قال إن صندوقا جميلا مثل هذا لا يمكن إلا إن يضم أشياء أجمل وأثمن منه....وسرعان ما نسي نفسه وبدأ يغرقها في أمور هي حثما تناقض حاله.
بعد هذه اللحظة التي لم تعمر طويلا قام موسى من سريره وأحضر الصندوق الذي كان مشدودا بقفل صغير سرعان ما جره فانكسر.أغمض عينيه الصغيرتين وبدأ بفتح الصندوق في حركة بطيئة .إنفتح الصندوق وفتح موسى مقلتيه فإذا هو صليب من معدن يعلو كتابا علم موسى أنه يرجع إلى قوم يقال لهم النصارى.أخرج الكتاب وفتحه ثم بدأ يحدق في سطوره التي لم يفقه منها شيئا.وما هي إلا ثوان بعد ذلك حتى طوى الكتاب وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأعاده إلى الصندوق ومعه الصليب .ثم استلقى على قفاه ثانية وعلامات الخيبة بادية على وجهه الشاحب .كان السؤال الذي طرحه على نفسه طويلا .؛ماقيمة شيء مثل هذا؟!
فكر طويلا وبعدما عجز عن أن يجد للسؤال جوابا ؛أطفأ المصباح ،
وأسلم جسده لنوم عميق..
في الصباح كانت الشمس تصعد في خطى تابثة .كانت الساعة في حدود العاشرة ،قام موسى من مضجعه وعلامات الخيبة باق أثرها على محياه الوديع .تناول فطوره على عجل ،ثم حمل الصندوق وأمله أن يبيعه في السوق الأسبوعي.
كان السوق يعج بالباعة والزبائن الذين جاؤوا من كل حذب وصوب .هنا يمكن أن تجد كل شيء ؛حتى الخرد التي تمتليء نفسك يقينا بأنك لن تحتاجها يوما تجدها معروضة للبيع ،وربما خاب يقينك وتدعوك الحاجة يوما فتطلبها بثمن أكبر مما كنت تتصور .نعم هذا قانون السوق.
في الشطر الأخير من السوق مكان لعرض منشورات أكل الدهر عليها وشرب تنبعث منها رائحة الماضي السحيق.أو قل إن منظرها أشبه بمقبرة للكتاب والشعراء معا.
اختار موسى مكانا بين الباعة ،ألقى إزارا عى الأرض وأخرج الصندوق ووضع فوقه الكتاب بينما أبقى على الصليب داخل الصندوق،ثم جلس يرقب المارة في نظرات متشائمة،.
مرت ساعتان وموسى على حاله ،لا يبرح مكانه ،لا أحد يساومه عن ثمن أو يجادله في محتوى.كان كل من يتصفح الكتاب ينصرف إلى حال سبيله أو ينظر إلى موسى نظرة فيها ازدراء....جن جنون موسى وأخرج سجارة وضعها بين شفتيه وبدأ يحدث نفسه كما في كل مرة :قال إن شيئا مثل هذا لا يليق بهؤلاء الحمقى وسرعان ما انقلب حاله وتبسم ابتسامة خفيفة اذ انبرت في نفسه فكرة علم أنها عين الصواب .
الساحة العامة .نعم.الساحة العامة.
جمع كل شيء في عجل وقصد الساحة.
في الساحة العامة سياحا يجيئون من كل مكان .وقف موسى وبدأ يراقب المشهد من بعيد ،كانت حركة السائحين ذهابا وإيابا تخلق عالما غريبا في بلد غريب ،كانوا يعجبون بكل شيء ،يصورون كل شيء حتى ليخيل إليك أنهم يحاولون نقل هذا العالم إلى عالم آخر.
وقف موسى والصندوق بين يديه وفجأة وقع بصره على أحدهم مسرعا كأنه يعرفه من زمان بعيد واليوم جاء للقائه ،تقدم نحوه وقال له بلكنة فرنسية من الدرجة الثالثة.
ـ بونجور.
رد الرجل.
ـ بونجوغ.
قال له موسى في عجل .
ـ هل تشتري مني هذا.
أجابه السائح.
ـ هذا الصندوق إنه شيء جميل ..
لم يتمم السائح كلامه حتى قاطعه موسى بقوله.
ـ أنالا أقصد الصندوق .أنا أقصد الكتاب .
وفتح الصندوق و أمر السائح أن يمد يده و يكتشف بنفسه.
مد الرجل يده وأخرج الكتاب ومعه الصليب وقال :
ـ هذا شيء رائع .من أين جئت بهذا.،!!؟
أجابه موسى متلعثما.
ـ إنه لي .نعم هو لي .
ابتسم السائح ساخرا.فقال له موسى.
أضنه أعجبك .هل تشتريه مني .إنه شيء رائع ،كما أني لن أطلب الكثير.ما رأيك.؟
أجابه السائح بعد مهلة .
ـ لن أشتريه منك ولكن ...
قاطعه موسى .
ـ ولكن ماذا ؟!
ضحك الرجل ومد يده إلى جيبه وأخرج ورقة نقدية سر موسى لرؤيتها .وقال .
ـ احتفظ به لنفسك أنا على يقين أنك في حاجة إليه .
مد الكتاب إلى موسي ومعه الورقة النقدية وودعه .
أما صاحبنا فضل جاثما في مكانه مهموما مصدوما وما هي إلا لحضات حتى خطى نحو كرسي بالحديقة العامة ووضع الصندوق تحث كرسي من الكراسي وانطلق راكدا في حركة هستيرية...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 15, 2010 8:25 pm من طرف KUTEL
» قصة سعيد الكومودية (حقيقية)
السبت يوليو 04, 2009 1:05 am من طرف KUTEL
» فكرة حلوة< أكمل القصة >
الإثنين يونيو 22, 2009 8:19 pm من طرف ابوعاصم
» امل و اشتيااااااااق ل 00 لهفة اللقااااااااااء
الثلاثاء يونيو 09, 2009 4:37 am من طرف الديب الكبير
» مجموعة من الصور البرية
الخميس يونيو 04, 2009 8:30 pm من طرف n a b u l y
» محشش غبي
الخميس مايو 14, 2009 7:18 pm من طرف 2009محترف
» مرهم
الخميس مايو 14, 2009 7:18 pm من طرف 2009محترف
» تقدر تسويها
الخميس مايو 14, 2009 7:17 pm من طرف 2009محترف
» TLAT2002
الأربعاء مايو 06, 2009 4:18 am من طرف شهاب