بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
قصه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصه
رغم شجاعته التي عهدتها فيه, كان رفضه قاطعاً لما نحن مقدمان عليه فانا من اقترح التوقف في هذا المكان والآن اقترح الدخول. لقد كنت خائفا مثله تماماً ولكن دوافعي كانت أقوى من خوفي لدخول هذا المكان المقدس لدينا نحن الأحياء.
الصوت المزعج للبوابة بعد أن دفعتها بغية الدخول أيقظ في نفسي مشاعر تشبه تلك التي كانت تنتابني منذ أن كنت طفلاً عندما كان والدي يدخل إلى غرفتنا للتأكد من أننا أنا وإخوتي نكتب وظائفنا أم لا و ثم امتد نظري في أرجاء المكان مع امتداد خطواتي لأرى ما كان جدار المقبرة والمزود بالقضبان الحديدية الصدئة يحول دون رؤيته . لقد رأت عيناي الهدوء لأول مرة وأحسست للحظة أني أصم ولم أفق من سرح خيالي إلا عندما تهامست عصافير المكان أن لدينا زواراً .
الوقت كان قبيل مغيب الشمس والطقس بارد وأصوات أقدامنا أنا وجمال ضاغطة على أوراق الأشجار الهرمة كانت تسمع بكل دقة وكأنها موسيقى تعزف للمرة الأولى, وفجأة انقطع العزف مع صراخ صديقي جمال :
- يا أخي إلى متى تسحبني وراءك مثل الخروف ألم يرتو فضولك بعد يا صابر.
- لا
- ولكني أسألك إلى متى يا حبيبي سنبقى على هذه الحال, أتحسب نفسك في نزهة تذكر نحن في مقبرة.
- ليس طويلاً أمهلني بعض الوقت أريد التجول بين هذه القبور وقراءة ماكتب عليها .
- وماذا ستستفيد يا أبله أم تحسب نفسك أمام معرض فني لا حول ولا قوة إلا بالله.
- نعم تحسبني أبلهاً فليكن ولكني أريد أن أعرف من نحن بصحبتهم الآن.
- بصحبة الشياطين ..... العفاريت ....... الملائكة وهل هذا يهم ؟ لقد ظننت أن لديك عزيزاً هنا تريد زيارته وأراك تتجول هائماً كخروف فقد القطيع . وإن كنت مشتاق لهذه الصحبة فما عليك إلا الانتظار وسترقد يوماً معهم عندها اسألهم من هم .
أحسست أن خوفه امتزج مع السخرية في كلامه فشعرت بالاطمئنان عليه وصار لزاماً علي أن أفسر له سبب موقفي هذا في دخول المقبرة:
- اسمع يا صديق العمر إن دوافعي بريئة تماماً أردت أن أحدق في المكان الذي سننتهي إليه لأعرف كيف سنبدو بعد رحلينا فقط كن كريماً معي في المكوث واستمتع بوقتك.
- أستمتع بوقتي أيها الذكي, أنا هنا لا أشعر بالزمن ولكني سأمنحك عشر دقائق إضافية لا غير ثم نغادر أو أغادر....شيْ غريب وكأنك في المقبرة لأول مرة يا رجل ماذا دهاك.
أنهى جمال جملته هذه الطويلة هذه وجلس على إحدى الحجارة المنحوتة بإتقان أما أنا آه يا أنا سارعت للاستفادة من العشر دقائق الممنوحة لي .
حثثت الخطى في أرجاء المكان الذي بدأت أشعر بالإلفة معه إلى أن بدا لي بين الأشجار غرفة صغيرة من حجارة رفعت باليد وانتابني شعور بأن هذه الغرفة تحتوي أمراً مختلفاً .
اقتربت من الغرفة دنوت من بابها وما كادت يدي تمتد لتدق على الباب حتى فتح وخرج رأس ضخم وتبعه الجسد الطويل لرجل صار وجهه قبالة وجهي وشممت رائحة التبغ التي فاحت من فمه مع سؤاله من أنت ؟؟؟؟؟؟؟
- السلام عليكم .
- وعليكم السلام . من أنت ؟
- أنا ... أنا ضيف .
- ضيف من وزائر لمن ؟؟ وأنت تقرع بابي أنا ؟؟
تمالكت نفسي قليلاً أمام شجاعته وفظاظته ورددت عليه :
- بل قل لي من أنت ؟
- أنا من يقيم هنا ويحرس المكان .
- رددت فرحاً وأنا سررت بمعرفتك .
- ولكن حتى اللحظة لم تقل لي من أنت ؟؟
- أنا صابر وصديقي جمال الذي يجلس هناك أردنا التجول في المكان والتعرف عليه وحقيقة أنا وحدي من أراد ذلك وهو فقط رافقني فهل ستسمح لي بذلك .
- بعد أن فرك لحيته البيضاء رد بصوت لا نكهة فيه براحتك يا ولدي . ولكن أرجو أن لا تبقيا طويلاً وأنصحكما بمغادرة المكان قبل حلول الظلام .
- شكراً يا عم هي فقط عشر دقائق ....
ومع انتهاء جملتي وصلني إحساس بغرابة الرد لماذا قبل حلول الظلام وانطلقت عائداً لجمال الذي أطفأ سيكارته ناظراً نحوي عاتباً :
- وبعد يا صابر ضيعت الوقت ولا أدري لماذا , ثم من هو ذلك العجوز الذي كنت بصحبته ؟
- أتعلم يا جمال من كثرة إلحاحك ومن تحذيره حارس المقبرة فقدت الرغبة في البقاء وسأعود يوماً لوحدي في وقت أبكر .
- تحذير أي تحذير !!!!
- لا يهم هيا نغادر .
من خلفنا أتى صوت قوي واثق يدعونا لتناول كأس من الشاي مع اعتذاره بأنه نسي واجب الضيافة موضحاً بأن الكثير من العابثين يدخلون المقبرة وأنه قد ظننا منهم .
رد جمال بسرعة وحدة :
- لا لا لا شكراً يا عم إننا ذاهبان للتو
ولكن العجوز اقترب منه وأمسك بيده بقوة قائلاً:
- لا والله لن تغادرا قبل شرب الشاي معي ولو ....
وتلافياً لغضب جمال قلت:
- حسناً يا عم ولكننا لن نمكث طويلاً.
صاح جمال وكأن حرباً قد نشبت:
- يا صابر لقد انتهت العشر دقائق ... ونحن مرتبطان بموعد هام ألا تتذكر يا أخي ..., وأشار بغمزة عين تخبر عن ما في خاطره .
ولكن الشيخ العجوز قال له :
- يا بني إن كنت لا تحب الشاي لدي بن وفنجان من القهوة لن يطول زمن تحضيره.
- لا يا عم أنا آسف وشاكر في نفس الوقت ولكني مضطر فعلاً ل
- قاطعته عندها يا جمال عشرة دقائق إضافية لن تقدم ولن تؤخر .وسنغادر قبل حلول الظلام أليس كذلك يا عم .
- فرد العجوز : حسناً تفعلون .
جلسنا على بقايا الكراسي المتناثرة أمام غرفة العجوز الذي كان هاماً بتحضير الضيافة لنا وفي غفلة عن عينه امتدت يد جمال إلى كتفي وبضربة موجعة قال لي :
- أمسرور أنت أيها المكتشف, أما كنت ستجد إجابات لأسئلتك دون الجلوس في هذا المكان المخيف وشرب الشاي إنها آخر مرة أسمح فيها لنفسي أن أرافقك لمثل هذه الأماكن أيها المجنون.
- هون عليك ياجمال هون عليك يا بطل .
خرج الحارس حاملاً صينية تتراقص عليها كؤوس الشاي على لحن غريب تعزفه سنين عمر العجوز ووضعها على صندوق خشبي في الوسط .
- إيه ياعم منذ متى وأنت في المقبرة .
- 50 خمسون عاماً مضى علي في هذا المكان.
الصوت المزعج للبوابة بعد أن دفعتها بغية الدخول أيقظ في نفسي مشاعر تشبه تلك التي كانت تنتابني منذ أن كنت طفلاً عندما كان والدي يدخل إلى غرفتنا للتأكد من أننا أنا وإخوتي نكتب وظائفنا أم لا و ثم امتد نظري في أرجاء المكان مع امتداد خطواتي لأرى ما كان جدار المقبرة والمزود بالقضبان الحديدية الصدئة يحول دون رؤيته . لقد رأت عيناي الهدوء لأول مرة وأحسست للحظة أني أصم ولم أفق من سرح خيالي إلا عندما تهامست عصافير المكان أن لدينا زواراً .
الوقت كان قبيل مغيب الشمس والطقس بارد وأصوات أقدامنا أنا وجمال ضاغطة على أوراق الأشجار الهرمة كانت تسمع بكل دقة وكأنها موسيقى تعزف للمرة الأولى, وفجأة انقطع العزف مع صراخ صديقي جمال :
- يا أخي إلى متى تسحبني وراءك مثل الخروف ألم يرتو فضولك بعد يا صابر.
- لا
- ولكني أسألك إلى متى يا حبيبي سنبقى على هذه الحال, أتحسب نفسك في نزهة تذكر نحن في مقبرة.
- ليس طويلاً أمهلني بعض الوقت أريد التجول بين هذه القبور وقراءة ماكتب عليها .
- وماذا ستستفيد يا أبله أم تحسب نفسك أمام معرض فني لا حول ولا قوة إلا بالله.
- نعم تحسبني أبلهاً فليكن ولكني أريد أن أعرف من نحن بصحبتهم الآن.
- بصحبة الشياطين ..... العفاريت ....... الملائكة وهل هذا يهم ؟ لقد ظننت أن لديك عزيزاً هنا تريد زيارته وأراك تتجول هائماً كخروف فقد القطيع . وإن كنت مشتاق لهذه الصحبة فما عليك إلا الانتظار وسترقد يوماً معهم عندها اسألهم من هم .
أحسست أن خوفه امتزج مع السخرية في كلامه فشعرت بالاطمئنان عليه وصار لزاماً علي أن أفسر له سبب موقفي هذا في دخول المقبرة:
- اسمع يا صديق العمر إن دوافعي بريئة تماماً أردت أن أحدق في المكان الذي سننتهي إليه لأعرف كيف سنبدو بعد رحلينا فقط كن كريماً معي في المكوث واستمتع بوقتك.
- أستمتع بوقتي أيها الذكي, أنا هنا لا أشعر بالزمن ولكني سأمنحك عشر دقائق إضافية لا غير ثم نغادر أو أغادر....شيْ غريب وكأنك في المقبرة لأول مرة يا رجل ماذا دهاك.
أنهى جمال جملته هذه الطويلة هذه وجلس على إحدى الحجارة المنحوتة بإتقان أما أنا آه يا أنا سارعت للاستفادة من العشر دقائق الممنوحة لي .
حثثت الخطى في أرجاء المكان الذي بدأت أشعر بالإلفة معه إلى أن بدا لي بين الأشجار غرفة صغيرة من حجارة رفعت باليد وانتابني شعور بأن هذه الغرفة تحتوي أمراً مختلفاً .
اقتربت من الغرفة دنوت من بابها وما كادت يدي تمتد لتدق على الباب حتى فتح وخرج رأس ضخم وتبعه الجسد الطويل لرجل صار وجهه قبالة وجهي وشممت رائحة التبغ التي فاحت من فمه مع سؤاله من أنت ؟؟؟؟؟؟؟
- السلام عليكم .
- وعليكم السلام . من أنت ؟
- أنا ... أنا ضيف .
- ضيف من وزائر لمن ؟؟ وأنت تقرع بابي أنا ؟؟
تمالكت نفسي قليلاً أمام شجاعته وفظاظته ورددت عليه :
- بل قل لي من أنت ؟
- أنا من يقيم هنا ويحرس المكان .
- رددت فرحاً وأنا سررت بمعرفتك .
- ولكن حتى اللحظة لم تقل لي من أنت ؟؟
- أنا صابر وصديقي جمال الذي يجلس هناك أردنا التجول في المكان والتعرف عليه وحقيقة أنا وحدي من أراد ذلك وهو فقط رافقني فهل ستسمح لي بذلك .
- بعد أن فرك لحيته البيضاء رد بصوت لا نكهة فيه براحتك يا ولدي . ولكن أرجو أن لا تبقيا طويلاً وأنصحكما بمغادرة المكان قبل حلول الظلام .
- شكراً يا عم هي فقط عشر دقائق ....
ومع انتهاء جملتي وصلني إحساس بغرابة الرد لماذا قبل حلول الظلام وانطلقت عائداً لجمال الذي أطفأ سيكارته ناظراً نحوي عاتباً :
- وبعد يا صابر ضيعت الوقت ولا أدري لماذا , ثم من هو ذلك العجوز الذي كنت بصحبته ؟
- أتعلم يا جمال من كثرة إلحاحك ومن تحذيره حارس المقبرة فقدت الرغبة في البقاء وسأعود يوماً لوحدي في وقت أبكر .
- تحذير أي تحذير !!!!
- لا يهم هيا نغادر .
من خلفنا أتى صوت قوي واثق يدعونا لتناول كأس من الشاي مع اعتذاره بأنه نسي واجب الضيافة موضحاً بأن الكثير من العابثين يدخلون المقبرة وأنه قد ظننا منهم .
رد جمال بسرعة وحدة :
- لا لا لا شكراً يا عم إننا ذاهبان للتو
ولكن العجوز اقترب منه وأمسك بيده بقوة قائلاً:
- لا والله لن تغادرا قبل شرب الشاي معي ولو ....
وتلافياً لغضب جمال قلت:
- حسناً يا عم ولكننا لن نمكث طويلاً.
صاح جمال وكأن حرباً قد نشبت:
- يا صابر لقد انتهت العشر دقائق ... ونحن مرتبطان بموعد هام ألا تتذكر يا أخي ..., وأشار بغمزة عين تخبر عن ما في خاطره .
ولكن الشيخ العجوز قال له :
- يا بني إن كنت لا تحب الشاي لدي بن وفنجان من القهوة لن يطول زمن تحضيره.
- لا يا عم أنا آسف وشاكر في نفس الوقت ولكني مضطر فعلاً ل
- قاطعته عندها يا جمال عشرة دقائق إضافية لن تقدم ولن تؤخر .وسنغادر قبل حلول الظلام أليس كذلك يا عم .
- فرد العجوز : حسناً تفعلون .
جلسنا على بقايا الكراسي المتناثرة أمام غرفة العجوز الذي كان هاماً بتحضير الضيافة لنا وفي غفلة عن عينه امتدت يد جمال إلى كتفي وبضربة موجعة قال لي :
- أمسرور أنت أيها المكتشف, أما كنت ستجد إجابات لأسئلتك دون الجلوس في هذا المكان المخيف وشرب الشاي إنها آخر مرة أسمح فيها لنفسي أن أرافقك لمثل هذه الأماكن أيها المجنون.
- هون عليك ياجمال هون عليك يا بطل .
خرج الحارس حاملاً صينية تتراقص عليها كؤوس الشاي على لحن غريب تعزفه سنين عمر العجوز ووضعها على صندوق خشبي في الوسط .
- إيه ياعم منذ متى وأنت في المقبرة .
- 50 خمسون عاماً مضى علي في هذا المكان.
2009محترف- مشرف الألغاز
-
عدد الرسائل : 335
العمر : 608
الموقع : لبنان
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : حبيب وعصبي بنفس الوقت
شكرا على مرورك : 5
نقاط : 638
تاريخ التسجيل : 27/03/2009
رد: قصه
مشكوووووووووووووووووووووووووووور
الله يعافيك
الله يعافيك
شهاب- المشرفون
-
عدد الرسائل : 349
العمر : 28
العمل/الترفيه : في المعهد العلمي
المزاج : حبيب
شكرا على مرورك : 20
نقاط : 449
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
رد: قصه
حياك الله اخوي شهاب
2009محترف- مشرف الألغاز
-
عدد الرسائل : 335
العمر : 608
الموقع : لبنان
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : حبيب وعصبي بنفس الوقت
شكرا على مرورك : 5
نقاط : 638
تاريخ التسجيل : 27/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 15, 2010 8:25 pm من طرف KUTEL
» قصة سعيد الكومودية (حقيقية)
السبت يوليو 04, 2009 1:05 am من طرف KUTEL
» فكرة حلوة< أكمل القصة >
الإثنين يونيو 22, 2009 8:19 pm من طرف ابوعاصم
» امل و اشتيااااااااق ل 00 لهفة اللقااااااااااء
الثلاثاء يونيو 09, 2009 4:37 am من طرف الديب الكبير
» مجموعة من الصور البرية
الخميس يونيو 04, 2009 8:30 pm من طرف n a b u l y
» محشش غبي
الخميس مايو 14, 2009 7:18 pm من طرف 2009محترف
» مرهم
الخميس مايو 14, 2009 7:18 pm من طرف 2009محترف
» تقدر تسويها
الخميس مايو 14, 2009 7:17 pm من طرف 2009محترف
» TLAT2002
الأربعاء مايو 06, 2009 4:18 am من طرف شهاب