بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
صديقي الليباري المتحي
صفحة 1 من اصل 1
صديقي الليباري المتحي
بسم الله الرحمن الرحيم ..
[صديقي الليبرالي الملتحي ]
قبل حوالي عقدٍ من الزمان .. إبان دراستي الجامعية .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بإحدى المؤسسات الصـُحـُفيه ..
ومع مرور الأيام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافية .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت ادين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .
وخلال تلك الفترة خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم .. فنانيهم ولاعبيهم .. أدبائهم وأطبائهم ..
و زاملت أقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .
وكان ضمن من زاملتهم .. بطل قصتنا هذه ..
( صديقي ) ..
فهذه كلمته لي .. كلما رآني .. !!
أقول له أحيانا" ممازحا" .. أنا أخيك .. فيرد بل أنت ( صديقي ..!! (
لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد أحداث هذه القصة .. لقب ( صديقي(
كان ( صديقي ) الأعزب .. معروفاً بيننا بأناقته المفرطة .. وعطوره الباريسية .. وحبه الشديد للتفرنج ..
كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفية التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادماً إلى مكان الاجتماع .. يشير إلي بأصبعه .. قائلاً
إلى هنا ياصديقي .. فلو لم يكن لك من مكسبٍ في الجلوس بجواري .. إلا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى أن رئيس التحرير إذا شاهده ..
يسير في إحدى الردهات .. يناديه بصوت مسموع .. :
(حيا الله قزاز ) نسبة إلى أشهر بائعي العطور في المملكة ..
كثيراً ماكان يردد ( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على مايعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثمالة .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة إلا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..
يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لاتجده متوافراً في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لاتفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلم سيال ..
وأسلوب أدبي رفيع
إلا أن مشكلة ( صديقي ) العظمى .. والازليه .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..
انه لايحب ذوي ( اللحى ) ..
يمقتهم ويصرح بذلك علناً .. وعلى رؤوس الأشهاد ..
لايمكن أن يمر يوماً ما .. دون أن يشنف آذان الآخرين بالشذب في رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
دائما" مايردد عنهم .. أنهم حجر العثرة الصماء ..
على طريق سيرنا نحو الحضارة .
بصدق ..
لم أشهده أبداً .. يدخل إلى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه ..
أظنه كان لايؤدي الصلوات ..
كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم أني لا أصلي .. الإيمان هاهنا .. ويشير إلى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. إمعاناً منه في السخرية ) .
إذا خرجنا هو وأنا .. لوحدنا .. يفضفض لي .. عن مايكنه جوفه من هموم وأفكار ورؤى .. مما يجعلني اشعر .. بمدى سطوة الشيطان على أفكاره
بدأت أتقرب منه أكثر .. شيئاً فشيئاً .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الآخر .. فلم أجد منه إلا قلباً صلداً .. وأذناً صماء ..
في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الأخوة السودانيين العاملين في الأقسام الفنية بالجريدة .. .. يسير من أمام مكتبه .. فدعاه إلى تناول قدحاً من شاي ..
شكره السوداني معتذراً بانشغاله .. وعندما أصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقة .. وقال ( أنا صائم)
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البرودة .. !!
سأسألك .. قالها موجها حديثه للسوداني ..
هل يمكن أن تـُعفى عن صيام يوم .. في رمضان !! ؟
إذا ليكن عطائك بقدر مكسبك .. يكفيك ثلاثون يوما في العام يازول .. !!
لم نزيد السوداني وأنا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .
حينما كنت.. اقرأ كتابات ) صديقي ) .. غير المنشورة طبعاً .. اشعر بقشعريرة . تسري في بدني ..
أي قلم يجرؤ .. على كتابة مثل هذا .. !!؟
فلا أتمالك نفسي .. وأؤنبه .. بل واهدده .. !
فلم يكن يزيد على قوله :
لاتعجل ياصديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي .. تجد ماتقرأه هنا .. نزقٌ .. أمام ما سيـُنشر .
وكان زماننا ذاك .. في بداية .. ظهور زمن الأطباق الفضائية .. اوماكنا نسميه بـ ( البث المباشر) ..
خوفاً .. على فكري وديني .. نفذت بجلدي .. وأصبحت اتحاشا .. الجلوس معه .. أو التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه إلى نفسي .. من عودة ( صديقي ) إلى جادة الصواب ..
شعر هو بذلك ..
فكان كلما رآني .. يقول .. لن تبرح أن تكون ( صديقي) !!
أرد عليه بابتسامة باهته .. وفي داخلي أقول
(( اللهم رده إليك رداً جميلا ))
بعد عدة أشهر ..
وبينما كنت أسير في احد الشوارع التجارية .. المكتظة بمحلات الأزياء ..
وإذا ببصري يقع على ( صديقي ) وهو مترجل على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الأيسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الأكياس المليئة بالمشتريات ..
لم تكن تلك الفتاه .. متحجبة بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لايكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقاً له .. ومعه أسرته .. فأنه يتحاشاه اللقاء به مباشرة .. وهذا مافعلته .. أتحت له الفرصة ليكون لقاءنا وسلامنا منفرداً ..
مسترجعا" بذاكرتي .. متى أقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟
إلا انه رفع عقيرته .. منادياً
)) يـا صديقي (( ..
توقفت .. واقبل عليّ .. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!
ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!
مد يده مصافحاً .. ومعانقاً
كيفك .. !؟ قالها لي .. !!
يمم وجهه شطر صاحبته وقال : أعرفك على خطيبتي .. ( فلانة الفلاني)..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..
شعرت بالارتباك .. وازداد تعرق جبيني .. وكأنني أقف أسفل شمس حارقه
تزامن مدها (الجريء ) ليمناها .. بقصد السلام ..
مع صوت بالكاد يـُسمع لـ ( طقطة ) لبان بين فكيها ..
فاشمئزت نفسي ..
مددت يدي ..
وبعنف ..
نحو ذراع ( صديقي ) .. وتنحيت به جانباً .. !!
من هذه الفتاه .. !؟ قلتها له ..
الم اقل لك أنها خطيبتي .. !؟ هكذا أجاب .!!
قلت له : أظنك تقصد أن تقول ( قرينتي ) .. فقد تم عقد قرانك عليها ..
ولم تدخل بها بعد . .!
تبسم .. وقال لا .. لا ..
أنا أعي ماترمي اليه .. ياصديقي المتخلف ..
عقد القرآن.. سيكون بعد اختبار مشاعر كل منا نحو الآخر ..!!!
شعرت بان أوداجي قد تورمت ..
ولكن يـا ( صديقي ) .. أنت هنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء .. منها والسوداء .
شرعاً .. وعرفاً .. وسلوكاً .. أنت مذنب .
من أباح لك الخروج والانفراد بها .. وبهذا الشكل الموغل في ازدراء المحيطين بك .. ؟
قاطعني ..
دع عنك نصائحك الذهبية .. ووفرها إلى أن نلتقي في الجريدة .
وهناك سأشرح لك الأمر .
والآن دعني اذهب قبل إغلاق المتاجر لصلاتكم !!!
تأبط ذراعها .. وغادرا
وفي القلب منه حسره ..
انتظرت قدوم اليوم التالي .. بفارغ الصبر
بحثت عنه حتى وجدته ..
حين شاهدني .. بادرني .. مرحبا" بـ ( الرفيق ) ..
هززت رأسي .. لايهم أن أكون ( صديق ) أو ( رفيق ) ..
تابع
[صديقي الليبرالي الملتحي ]
قبل حوالي عقدٍ من الزمان .. إبان دراستي الجامعية .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بإحدى المؤسسات الصـُحـُفيه ..
ومع مرور الأيام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافية .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت ادين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .
وخلال تلك الفترة خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم .. فنانيهم ولاعبيهم .. أدبائهم وأطبائهم ..
و زاملت أقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .
وكان ضمن من زاملتهم .. بطل قصتنا هذه ..
( صديقي ) ..
فهذه كلمته لي .. كلما رآني .. !!
أقول له أحيانا" ممازحا" .. أنا أخيك .. فيرد بل أنت ( صديقي ..!! (
لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد أحداث هذه القصة .. لقب ( صديقي(
كان ( صديقي ) الأعزب .. معروفاً بيننا بأناقته المفرطة .. وعطوره الباريسية .. وحبه الشديد للتفرنج ..
كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفية التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادماً إلى مكان الاجتماع .. يشير إلي بأصبعه .. قائلاً
إلى هنا ياصديقي .. فلو لم يكن لك من مكسبٍ في الجلوس بجواري .. إلا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى أن رئيس التحرير إذا شاهده ..
يسير في إحدى الردهات .. يناديه بصوت مسموع .. :
(حيا الله قزاز ) نسبة إلى أشهر بائعي العطور في المملكة ..
كثيراً ماكان يردد ( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على مايعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثمالة .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة إلا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..
يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لاتجده متوافراً في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لاتفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلم سيال ..
وأسلوب أدبي رفيع
إلا أن مشكلة ( صديقي ) العظمى .. والازليه .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..
انه لايحب ذوي ( اللحى ) ..
يمقتهم ويصرح بذلك علناً .. وعلى رؤوس الأشهاد ..
لايمكن أن يمر يوماً ما .. دون أن يشنف آذان الآخرين بالشذب في رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
دائما" مايردد عنهم .. أنهم حجر العثرة الصماء ..
على طريق سيرنا نحو الحضارة .
بصدق ..
لم أشهده أبداً .. يدخل إلى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه ..
أظنه كان لايؤدي الصلوات ..
كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم أني لا أصلي .. الإيمان هاهنا .. ويشير إلى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. إمعاناً منه في السخرية ) .
إذا خرجنا هو وأنا .. لوحدنا .. يفضفض لي .. عن مايكنه جوفه من هموم وأفكار ورؤى .. مما يجعلني اشعر .. بمدى سطوة الشيطان على أفكاره
بدأت أتقرب منه أكثر .. شيئاً فشيئاً .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الآخر .. فلم أجد منه إلا قلباً صلداً .. وأذناً صماء ..
في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الأخوة السودانيين العاملين في الأقسام الفنية بالجريدة .. .. يسير من أمام مكتبه .. فدعاه إلى تناول قدحاً من شاي ..
شكره السوداني معتذراً بانشغاله .. وعندما أصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقة .. وقال ( أنا صائم)
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البرودة .. !!
سأسألك .. قالها موجها حديثه للسوداني ..
هل يمكن أن تـُعفى عن صيام يوم .. في رمضان !! ؟
إذا ليكن عطائك بقدر مكسبك .. يكفيك ثلاثون يوما في العام يازول .. !!
لم نزيد السوداني وأنا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .
حينما كنت.. اقرأ كتابات ) صديقي ) .. غير المنشورة طبعاً .. اشعر بقشعريرة . تسري في بدني ..
أي قلم يجرؤ .. على كتابة مثل هذا .. !!؟
فلا أتمالك نفسي .. وأؤنبه .. بل واهدده .. !
فلم يكن يزيد على قوله :
لاتعجل ياصديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي .. تجد ماتقرأه هنا .. نزقٌ .. أمام ما سيـُنشر .
وكان زماننا ذاك .. في بداية .. ظهور زمن الأطباق الفضائية .. اوماكنا نسميه بـ ( البث المباشر) ..
خوفاً .. على فكري وديني .. نفذت بجلدي .. وأصبحت اتحاشا .. الجلوس معه .. أو التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه إلى نفسي .. من عودة ( صديقي ) إلى جادة الصواب ..
شعر هو بذلك ..
فكان كلما رآني .. يقول .. لن تبرح أن تكون ( صديقي) !!
أرد عليه بابتسامة باهته .. وفي داخلي أقول
(( اللهم رده إليك رداً جميلا ))
بعد عدة أشهر ..
وبينما كنت أسير في احد الشوارع التجارية .. المكتظة بمحلات الأزياء ..
وإذا ببصري يقع على ( صديقي ) وهو مترجل على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الأيسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الأكياس المليئة بالمشتريات ..
لم تكن تلك الفتاه .. متحجبة بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لايكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقاً له .. ومعه أسرته .. فأنه يتحاشاه اللقاء به مباشرة .. وهذا مافعلته .. أتحت له الفرصة ليكون لقاءنا وسلامنا منفرداً ..
مسترجعا" بذاكرتي .. متى أقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟
إلا انه رفع عقيرته .. منادياً
)) يـا صديقي (( ..
توقفت .. واقبل عليّ .. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!
ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!
مد يده مصافحاً .. ومعانقاً
كيفك .. !؟ قالها لي .. !!
يمم وجهه شطر صاحبته وقال : أعرفك على خطيبتي .. ( فلانة الفلاني)..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..
شعرت بالارتباك .. وازداد تعرق جبيني .. وكأنني أقف أسفل شمس حارقه
تزامن مدها (الجريء ) ليمناها .. بقصد السلام ..
مع صوت بالكاد يـُسمع لـ ( طقطة ) لبان بين فكيها ..
فاشمئزت نفسي ..
مددت يدي ..
وبعنف ..
نحو ذراع ( صديقي ) .. وتنحيت به جانباً .. !!
من هذه الفتاه .. !؟ قلتها له ..
الم اقل لك أنها خطيبتي .. !؟ هكذا أجاب .!!
قلت له : أظنك تقصد أن تقول ( قرينتي ) .. فقد تم عقد قرانك عليها ..
ولم تدخل بها بعد . .!
تبسم .. وقال لا .. لا ..
أنا أعي ماترمي اليه .. ياصديقي المتخلف ..
عقد القرآن.. سيكون بعد اختبار مشاعر كل منا نحو الآخر ..!!!
شعرت بان أوداجي قد تورمت ..
ولكن يـا ( صديقي ) .. أنت هنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء .. منها والسوداء .
شرعاً .. وعرفاً .. وسلوكاً .. أنت مذنب .
من أباح لك الخروج والانفراد بها .. وبهذا الشكل الموغل في ازدراء المحيطين بك .. ؟
قاطعني ..
دع عنك نصائحك الذهبية .. ووفرها إلى أن نلتقي في الجريدة .
وهناك سأشرح لك الأمر .
والآن دعني اذهب قبل إغلاق المتاجر لصلاتكم !!!
تأبط ذراعها .. وغادرا
وفي القلب منه حسره ..
انتظرت قدوم اليوم التالي .. بفارغ الصبر
بحثت عنه حتى وجدته ..
حين شاهدني .. بادرني .. مرحبا" بـ ( الرفيق ) ..
هززت رأسي .. لايهم أن أكون ( صديق ) أو ( رفيق ) ..
تابع
رد: صديقي الليباري المتحي
أخذته إلى حيث لا احد ..
وعلمت منه .. أن تلك الفتاة هي ابنة احد أشهر من عـُرف عنهم ..
حب التأمرك ..
واهم دعاة التغريب .. وخروج المرأة
وأنها بالفعل خطيبته .. وخروجها معه بموافقة .. ذويها ..
وانه لامانع لديهم .. طالما أنهم يثقون في ( صديقي ) .. ونواياه الحسنه .
بل أنها تلقى التشجيع .. من والدها شخصياً ..
بعد أن أدلى بكل هذه المعلومات ..
حاولت أن أبين له .. خطأ مايذهب اليه ..
وان الشيطان حريص على إغوائه ..
تبسم قائلا" : " لازالت الرجعية .. تعشعش بين زوايا فكرك ياصديقي .. "
حينها فقط ..
شعرت بأنني فعلاً أشفق عليه ..
(( اللهم رده إليك ردا جميلا )) ..
هكذا تمتمت ..
استأذنته وغادرت ..
بقينا ( صديقي ) وأنا .. في مد وجزر .. على مستوى العلاقات الشخصية أكن له شفقة وخوفا ..
و يحمل لي محبه وتقديرا .. اشعر بها من خلال تعامله معي .. !!
ذات مره ..و في مناسبة عشاء
وبعد أن انتهينا من تناول الطعام .. تقابلنا أمام مغاسل اليدين ..
فقد كان هو على يميني .. وعلى شمالي أخ ( ملتح ) ..
نظر اليه بتعجرف .. وهو في طريقة إلى مغادرة المكان ..
وهمس لي .. ( كم اكره هذه اللحى ) . !!
إذاً فأنت تكره محمد عليه السلام وصحابته ..!!
هكذا رميت بها على مسامعه .
ارتبك .. وقال أنا لا أقول بهذا ..
ولكنك تكره سنته وأوامره .. وهذا يعطي انطباعاً بأنك تكرهه ..
فلو كنت تحبه صادقاً.. لاقتديت به ..
وفي اقل الأحوال لصنت لسانك عن الاستهزاء بأتباعه ..
استشف من حديثي الجفوة والغلظة ..
فغير مسار الحديث ..
كرهت البقاء .. وغادرت .
شاء الله .. أن انهي علاقتي .. بتلك المؤسسة الـصُحـُفيه ..
وان أغادر إلى موقع آخر ..
وبقيت ذكرى ( صديقي ) .. ومواقفه المؤلمة .. تدور في مخيلتي ..
كان في داخلي صوت ينادي .. بأن لاتدعه للشيطان !!
وكنت كلما قرأت له .. أعجب بأسلوبه .. وأتذكر جميل أخلاقه .. فأدعو له
(( اللهم رده إليك ردا جميلا )) .
تقطعت بنا السبل .. ونأت بنا الأيام ..
ونسيت ( صديقي ) .. وهو كذلك .. نسيني .
فمن بـعُد عن العين .. نسيه القلب ..
وانشغل كلٌ منا بحياته .. ولم اعد اعلم .. ماالذي انتهى أمره اليه ..
هو وصاحبته .
إلا أنني كلما التقيت .. بأحد ممن زاملنا .. وسألته عنه
قال لي : هو بخير .. ( ولازالوا في طغيانهم يعمهون) ..
مرت سنوات ..
وذات يوم .. وبينما كنت منهمك .. في عمل ما .. بحضور جمع من الناس
إذا بصوتٍ يأتيني من الخلف .. ومن صوب كتفي الأيمن .. هامساً
(( مرحباً ياصديقي )) ..
التفت بدهشة .. فالصوت معهوداً لدي .. و قد لامس مسمعي .. من قبل
ونبراته ليست بغريبة على طبقات أوتار أذني ..
فإذا أنا بصاحبي .. ( صديقي )
عقدت الدهشة لساني ..
نظرت اليه فقط ..
ولم أمد له يدي مصافحاً ..
ألجمتني الدهشة ..
وشعرت بأن خلايا المخ لدي .. قد تباطأت للحظات في نقل التوجيه إلى تفكيري ..
فلم اعد أدرك مالواجب علي فعله .. !
حساسية المكان .. وأهمية الزمان .. الذي التقينا في .. وهول المفاجأة
تواكبت جميعها .. لتشل قدرتي على اتخاذ القرار المناسب .. !
التقت عيناي .. بعينيه !
وشعـُر هو .. بهول الصدمة والحيرة .. التي أعيشها ..
تسمر في مكانه ..
واغرورقت عيناه .. بدمعة حرى صامته .. جامدة !!
لاهو بالذي مسحها .. !!
ولا هي بالتي .. انسكبت على خده ..!
لم أمد له يدي مصافحاً .. أبداً .. أبداً
فما تلك اللحظة .. بلحظة التقاء الاكف ..
بل هي لحظات التقاء القلوب ..
شرّعتُ له .. ذراعيّ الاثنتين ..
وما كاد يراها وقد شـُرِّعتْ
إلا وارتمى بينها بكل ما أوتي من قوة ..
والتفـّتْ يمينه لتلقي شماله .. حول كتفيّ
وكأنه غريق .. في بحر لجي .. وقد وجد ضالته .
شعرت بأزيز أضلعه ..
وسخونة أنفاسه
وكأنما في حنجرته .. سدود وحشرجات !!
لم ينطق ببنت شفه ..
وما زال مقدار قوة احتضانه كما هي .. لم تخبو .. أو تقل!
تركت له نفسي ..
ووضعت يمناي .. خلف رأسه المتعب !
وإذا به يطبع قبلة .. على كتفي الأيمن
.. لم اشعر بأصدق منها .. من أخٍ لأخيه ..!!
رفعت رأسه ..
لأبصر وجهه ..
فإذا بأودية من الدموع .. قد تراكمت .
وسارت ..
وانسدلت ..
بتحنان بالغ ..
على خديه ..
ومن ثم ..
على )) لحية(( ..
لم أر بأجمل منها ..
قد نبتت على عارضيه ..
وازدان بها وجهه ..
قال لي : وعبراته تتزافر ..
وأضلعه تتنافر ..
أنت ( أخي ) ..
ولست بـ ( صديقي ) ..
قبلت جبينه .. بقوة
وعانقته من جديد ..
كان الزمان .. ضحى التاسع من ذو الحجة ..الفائت
وهو اشرف يوم أشرقت فيه شمس ..
وكان المكان .. في مخيم دعوي .. على ارض عرفات الطاهرة ..
وكان ( أخي ) .. يلتحف ردائين أبيضين ..
كأنصع مارأيت من بياض ..
أخذته بيده ..
فأنقاد طواعية ..
وفي الطريق إلى خيمتي ..
كانت دموعه تذرف بصمت ..
وأصابع يسراه .. تقبض على أنامل يمناي .. بكل ما أوتي من قوه !
وكأنني أسيرُُ بين يديه .. يخشى هروبي !
اللهم ما أكرمك .. وما أحلمك .. وما أجودك ..
أهذا هو ( صديقي)
عدو ( اللحى ) اللدود
وقد أصبح ..
تابع
وعلمت منه .. أن تلك الفتاة هي ابنة احد أشهر من عـُرف عنهم ..
حب التأمرك ..
واهم دعاة التغريب .. وخروج المرأة
وأنها بالفعل خطيبته .. وخروجها معه بموافقة .. ذويها ..
وانه لامانع لديهم .. طالما أنهم يثقون في ( صديقي ) .. ونواياه الحسنه .
بل أنها تلقى التشجيع .. من والدها شخصياً ..
بعد أن أدلى بكل هذه المعلومات ..
حاولت أن أبين له .. خطأ مايذهب اليه ..
وان الشيطان حريص على إغوائه ..
تبسم قائلا" : " لازالت الرجعية .. تعشعش بين زوايا فكرك ياصديقي .. "
حينها فقط ..
شعرت بأنني فعلاً أشفق عليه ..
(( اللهم رده إليك ردا جميلا )) ..
هكذا تمتمت ..
استأذنته وغادرت ..
بقينا ( صديقي ) وأنا .. في مد وجزر .. على مستوى العلاقات الشخصية أكن له شفقة وخوفا ..
و يحمل لي محبه وتقديرا .. اشعر بها من خلال تعامله معي .. !!
ذات مره ..و في مناسبة عشاء
وبعد أن انتهينا من تناول الطعام .. تقابلنا أمام مغاسل اليدين ..
فقد كان هو على يميني .. وعلى شمالي أخ ( ملتح ) ..
نظر اليه بتعجرف .. وهو في طريقة إلى مغادرة المكان ..
وهمس لي .. ( كم اكره هذه اللحى ) . !!
إذاً فأنت تكره محمد عليه السلام وصحابته ..!!
هكذا رميت بها على مسامعه .
ارتبك .. وقال أنا لا أقول بهذا ..
ولكنك تكره سنته وأوامره .. وهذا يعطي انطباعاً بأنك تكرهه ..
فلو كنت تحبه صادقاً.. لاقتديت به ..
وفي اقل الأحوال لصنت لسانك عن الاستهزاء بأتباعه ..
استشف من حديثي الجفوة والغلظة ..
فغير مسار الحديث ..
كرهت البقاء .. وغادرت .
شاء الله .. أن انهي علاقتي .. بتلك المؤسسة الـصُحـُفيه ..
وان أغادر إلى موقع آخر ..
وبقيت ذكرى ( صديقي ) .. ومواقفه المؤلمة .. تدور في مخيلتي ..
كان في داخلي صوت ينادي .. بأن لاتدعه للشيطان !!
وكنت كلما قرأت له .. أعجب بأسلوبه .. وأتذكر جميل أخلاقه .. فأدعو له
(( اللهم رده إليك ردا جميلا )) .
تقطعت بنا السبل .. ونأت بنا الأيام ..
ونسيت ( صديقي ) .. وهو كذلك .. نسيني .
فمن بـعُد عن العين .. نسيه القلب ..
وانشغل كلٌ منا بحياته .. ولم اعد اعلم .. ماالذي انتهى أمره اليه ..
هو وصاحبته .
إلا أنني كلما التقيت .. بأحد ممن زاملنا .. وسألته عنه
قال لي : هو بخير .. ( ولازالوا في طغيانهم يعمهون) ..
مرت سنوات ..
وذات يوم .. وبينما كنت منهمك .. في عمل ما .. بحضور جمع من الناس
إذا بصوتٍ يأتيني من الخلف .. ومن صوب كتفي الأيمن .. هامساً
(( مرحباً ياصديقي )) ..
التفت بدهشة .. فالصوت معهوداً لدي .. و قد لامس مسمعي .. من قبل
ونبراته ليست بغريبة على طبقات أوتار أذني ..
فإذا أنا بصاحبي .. ( صديقي )
عقدت الدهشة لساني ..
نظرت اليه فقط ..
ولم أمد له يدي مصافحاً ..
ألجمتني الدهشة ..
وشعرت بأن خلايا المخ لدي .. قد تباطأت للحظات في نقل التوجيه إلى تفكيري ..
فلم اعد أدرك مالواجب علي فعله .. !
حساسية المكان .. وأهمية الزمان .. الذي التقينا في .. وهول المفاجأة
تواكبت جميعها .. لتشل قدرتي على اتخاذ القرار المناسب .. !
التقت عيناي .. بعينيه !
وشعـُر هو .. بهول الصدمة والحيرة .. التي أعيشها ..
تسمر في مكانه ..
واغرورقت عيناه .. بدمعة حرى صامته .. جامدة !!
لاهو بالذي مسحها .. !!
ولا هي بالتي .. انسكبت على خده ..!
لم أمد له يدي مصافحاً .. أبداً .. أبداً
فما تلك اللحظة .. بلحظة التقاء الاكف ..
بل هي لحظات التقاء القلوب ..
شرّعتُ له .. ذراعيّ الاثنتين ..
وما كاد يراها وقد شـُرِّعتْ
إلا وارتمى بينها بكل ما أوتي من قوة ..
والتفـّتْ يمينه لتلقي شماله .. حول كتفيّ
وكأنه غريق .. في بحر لجي .. وقد وجد ضالته .
شعرت بأزيز أضلعه ..
وسخونة أنفاسه
وكأنما في حنجرته .. سدود وحشرجات !!
لم ينطق ببنت شفه ..
وما زال مقدار قوة احتضانه كما هي .. لم تخبو .. أو تقل!
تركت له نفسي ..
ووضعت يمناي .. خلف رأسه المتعب !
وإذا به يطبع قبلة .. على كتفي الأيمن
.. لم اشعر بأصدق منها .. من أخٍ لأخيه ..!!
رفعت رأسه ..
لأبصر وجهه ..
فإذا بأودية من الدموع .. قد تراكمت .
وسارت ..
وانسدلت ..
بتحنان بالغ ..
على خديه ..
ومن ثم ..
على )) لحية(( ..
لم أر بأجمل منها ..
قد نبتت على عارضيه ..
وازدان بها وجهه ..
قال لي : وعبراته تتزافر ..
وأضلعه تتنافر ..
أنت ( أخي ) ..
ولست بـ ( صديقي ) ..
قبلت جبينه .. بقوة
وعانقته من جديد ..
كان الزمان .. ضحى التاسع من ذو الحجة ..الفائت
وهو اشرف يوم أشرقت فيه شمس ..
وكان المكان .. في مخيم دعوي .. على ارض عرفات الطاهرة ..
وكان ( أخي ) .. يلتحف ردائين أبيضين ..
كأنصع مارأيت من بياض ..
أخذته بيده ..
فأنقاد طواعية ..
وفي الطريق إلى خيمتي ..
كانت دموعه تذرف بصمت ..
وأصابع يسراه .. تقبض على أنامل يمناي .. بكل ما أوتي من قوه !
وكأنني أسيرُُ بين يديه .. يخشى هروبي !
اللهم ما أكرمك .. وما أحلمك .. وما أجودك ..
أهذا هو ( صديقي)
عدو ( اللحى ) اللدود
وقد أصبح ..
تابع
رد: صديقي الليباري المتحي
صديق ( اللحى ) الودود ..
(( اللهم ردنا إليك ردا جميلا ((
دخلنا الخيمة ..
وبعد أن أسندته إلى صدرها ..
حيا الله ( صديقي ) .. قلتها له .
رمقني بنظرة عتاب .. وقال :
الم اقل بأنك ( أخي ( ..
أجبته :
بل أنت من أغلى الإخوان .. أيها الحبيب !!
مرت لحظات صمت ..
وفي قلبي شوق عارم .. لمعرفة سر تحوله ..
من ذلك المقاتل الشرس .. إلى الحمل الوديع .. !!
أردت أن اسأله .. انـّـى لك هذا !!؟
لدي ألف سؤال وسؤال .. أريد نثرها بين يديه .
فأثرت الانتظار .. ريثما تهدأ نفسه وتستقر مشاعره ..
وما هي إلا لحظات .. حتى عاد إلى هدؤه
ونظر إلي .. .. وبحنكته التي اعرفها فيه ..
قال ..: لديك أسئلة كثيرة .. أليس كذلك ؟
أومأت له برأسي .. كدليل موافقة .. !
سأجيبك .. عن كل شيء ..
فقط .. عندما نعود إلى مدينتنا .. وبعد أن نكمل حجتنا .. !!
سأحدثك بأهم حدث عرفته في حياتي .. !!
وكيف أحياني الله .. بعد موتي !!
وماذا قلت لأبنتي الصغيرة ..؟
ومن ذاك الذي دعاني وأنا نائم ؟
فقط كن بالقرب .. وعلمّني ..
كيف أحب الله ورسوله .. ؟؟
بقينا في ضيافة الرحمن .. بقية أيام الحج ..
رأيت خلالها من أخي .. لهف وشوق .. إلى محبة الله ..
لم أره في احد قبله ..
كان دعائه .. مصحوب بدموع الندم .. وحسرات الضياع .. !
قبيل غروب شمس يوم عرفه .. انتحى جانباً ..
وأنا ارمقه بنظرات المشفق المحب ..
وقد ستر خديه وعينيه بكفيه ..
الله اعلم .. ماذا كان يقول !!
بعد انتهائنا من مناسك الحج بفضل الله ..
عدنا إلى مدينتنا ..
لم نكن رفقه ..
فقد ارتبطت أنا برفقاء آخرين
وغادر هو وحيداً تحقيقاً لرغبته .
بعد وصولنا إلى مدينتنا بيومين ..
عنّ لي .. أن ابحث عنه ..
فقد كان أمره.. مسيطراً على جل تفكيري
ولولا شيء من وعثاء السفر
لهرولت اليه منذ لحظة قدومي !
من الغد ..
هاتفته .. فتبين لي انه في شوق للقاء !!
اقترح هو الزمان والمكان الذي سنجتمع فيه ..
وعلى الموعد .. كنت .
شاهدته .. وكأنني لأول مره أبصره ..
سبحان الله ..
هنا شيء أود أن انقله لكم ..
(( من ادخل الله نور الإيمان .. وعظمة الخشية .. إلى قلبه .. ستجد فيه اختلافاً كثيرا .. محبة الناس له تتغير .. و وضاءة وجهه تتبدل ..
وسلوكه يأسرك .. ))
نعود ..
قرأت في عينيه .. مالم اقرأه في سير العائدين والتائبين ..
الرجل الذي ألقاه الآن .. لايمكن بأي حال من الأحوال
أن يكون هو ذات الرجل الذي كان ( صديقي ) يوما ما
في سلامه سلام .. وفي كلامه وقار .. وفي هدؤه رزانة ..
لم أعهدها فيه من قبل ..
حتى ابتسامته التي كانت جميله .. أضحت أجمل مما سبق !!
بعد مقدمات وسؤال عن الأحوال ..
بادرته ..
من قمة رأسي إلى أخمص قدمي .. كلي آذان صاغية ..!!
فهل لك أن تسترسل ..!!
ما أن تلقف هذه العبارة مني ..
حتى انشرحت أساريره .. وكأنه يريد أن يـُخرِج أثقالا جاثمة بين أضلعه !!
قال :
لعلك تعرفني أكثر من نفسي ..
في مامضى !!
كنت أظن الحياة .. مجرد لهو وعبث ..
نصحو لننام .. وننام لنصحو
ومابين الصحوة والنوم ..
يجب أن نستغل كل ( لحيظة ) للملذات فقط ..
كانت فلسفتي في الحياة ..
استغل كل ساعات يومك .. لتسعد قلبك !!
وكنت افعل .. ما أظنه سعادة !!
سفر ..
سهر ..
لقاءات عابره ..
حرية ..
انطلاق دون ضوابط ..
انعتاق من قيود ..
لاشيء يردعني من هوى .. طالما أن نفسي تشتهيه
أثقل ماكان يؤرقني ..
أولئك الذين كنت أراهم ( متزمتون)
كنت اسخر من كل واحد فيهم .. حين رؤيته
لحية .. ومسواك .. وإزار لايصل إلى الكعبين !!
أيُ شعارٍ يتمنطقه هؤلاء !! ؟
كنت أقول في قرارة نفسي حين رؤية أي منهم ..
أيعقل أن يعيش مثل هؤلاء البشر .. في قرننا هذا !!
نحن في زمان ناسا و الانترنت و البلوتوث و صغر حجم الكون
وسرعة الانتقال من شرق الكره الأرضية إلى غربها !!
تبع
(( اللهم ردنا إليك ردا جميلا ((
دخلنا الخيمة ..
وبعد أن أسندته إلى صدرها ..
حيا الله ( صديقي ) .. قلتها له .
رمقني بنظرة عتاب .. وقال :
الم اقل بأنك ( أخي ( ..
أجبته :
بل أنت من أغلى الإخوان .. أيها الحبيب !!
مرت لحظات صمت ..
وفي قلبي شوق عارم .. لمعرفة سر تحوله ..
من ذلك المقاتل الشرس .. إلى الحمل الوديع .. !!
أردت أن اسأله .. انـّـى لك هذا !!؟
لدي ألف سؤال وسؤال .. أريد نثرها بين يديه .
فأثرت الانتظار .. ريثما تهدأ نفسه وتستقر مشاعره ..
وما هي إلا لحظات .. حتى عاد إلى هدؤه
ونظر إلي .. .. وبحنكته التي اعرفها فيه ..
قال ..: لديك أسئلة كثيرة .. أليس كذلك ؟
أومأت له برأسي .. كدليل موافقة .. !
سأجيبك .. عن كل شيء ..
فقط .. عندما نعود إلى مدينتنا .. وبعد أن نكمل حجتنا .. !!
سأحدثك بأهم حدث عرفته في حياتي .. !!
وكيف أحياني الله .. بعد موتي !!
وماذا قلت لأبنتي الصغيرة ..؟
ومن ذاك الذي دعاني وأنا نائم ؟
فقط كن بالقرب .. وعلمّني ..
كيف أحب الله ورسوله .. ؟؟
بقينا في ضيافة الرحمن .. بقية أيام الحج ..
رأيت خلالها من أخي .. لهف وشوق .. إلى محبة الله ..
لم أره في احد قبله ..
كان دعائه .. مصحوب بدموع الندم .. وحسرات الضياع .. !
قبيل غروب شمس يوم عرفه .. انتحى جانباً ..
وأنا ارمقه بنظرات المشفق المحب ..
وقد ستر خديه وعينيه بكفيه ..
الله اعلم .. ماذا كان يقول !!
بعد انتهائنا من مناسك الحج بفضل الله ..
عدنا إلى مدينتنا ..
لم نكن رفقه ..
فقد ارتبطت أنا برفقاء آخرين
وغادر هو وحيداً تحقيقاً لرغبته .
بعد وصولنا إلى مدينتنا بيومين ..
عنّ لي .. أن ابحث عنه ..
فقد كان أمره.. مسيطراً على جل تفكيري
ولولا شيء من وعثاء السفر
لهرولت اليه منذ لحظة قدومي !
من الغد ..
هاتفته .. فتبين لي انه في شوق للقاء !!
اقترح هو الزمان والمكان الذي سنجتمع فيه ..
وعلى الموعد .. كنت .
شاهدته .. وكأنني لأول مره أبصره ..
سبحان الله ..
هنا شيء أود أن انقله لكم ..
(( من ادخل الله نور الإيمان .. وعظمة الخشية .. إلى قلبه .. ستجد فيه اختلافاً كثيرا .. محبة الناس له تتغير .. و وضاءة وجهه تتبدل ..
وسلوكه يأسرك .. ))
نعود ..
قرأت في عينيه .. مالم اقرأه في سير العائدين والتائبين ..
الرجل الذي ألقاه الآن .. لايمكن بأي حال من الأحوال
أن يكون هو ذات الرجل الذي كان ( صديقي ) يوما ما
في سلامه سلام .. وفي كلامه وقار .. وفي هدؤه رزانة ..
لم أعهدها فيه من قبل ..
حتى ابتسامته التي كانت جميله .. أضحت أجمل مما سبق !!
بعد مقدمات وسؤال عن الأحوال ..
بادرته ..
من قمة رأسي إلى أخمص قدمي .. كلي آذان صاغية ..!!
فهل لك أن تسترسل ..!!
ما أن تلقف هذه العبارة مني ..
حتى انشرحت أساريره .. وكأنه يريد أن يـُخرِج أثقالا جاثمة بين أضلعه !!
قال :
لعلك تعرفني أكثر من نفسي ..
في مامضى !!
كنت أظن الحياة .. مجرد لهو وعبث ..
نصحو لننام .. وننام لنصحو
ومابين الصحوة والنوم ..
يجب أن نستغل كل ( لحيظة ) للملذات فقط ..
كانت فلسفتي في الحياة ..
استغل كل ساعات يومك .. لتسعد قلبك !!
وكنت افعل .. ما أظنه سعادة !!
سفر ..
سهر ..
لقاءات عابره ..
حرية ..
انطلاق دون ضوابط ..
انعتاق من قيود ..
لاشيء يردعني من هوى .. طالما أن نفسي تشتهيه
أثقل ماكان يؤرقني ..
أولئك الذين كنت أراهم ( متزمتون)
كنت اسخر من كل واحد فيهم .. حين رؤيته
لحية .. ومسواك .. وإزار لايصل إلى الكعبين !!
أيُ شعارٍ يتمنطقه هؤلاء !! ؟
كنت أقول في قرارة نفسي حين رؤية أي منهم ..
أيعقل أن يعيش مثل هؤلاء البشر .. في قرننا هذا !!
نحن في زمان ناسا و الانترنت و البلوتوث و صغر حجم الكون
وسرعة الانتقال من شرق الكره الأرضية إلى غربها !!
تبع
رد: صديقي الليباري المتحي
وأولئك .. لاهم لهم إلا ..
إطالة شعيرات في الوجه .. وبتر جزء من سنتيمترات من قماش ..
(( استغفر الله العظيم )) ..
نطق بها .. وفي حنجرته غصة قرأتها بين أحرف كلماته .
اخرج من صدره بضع زفرات ..
كنت احسبها .. حرّى
لم ادع عيناه .. تفلت من رقابتي
بل كنت انظر اليه بتركيز
واشعر انه من المتوجب علي أن استحثه .. من اجل إخراج كل كوامنه ..
لم انبس ببنت شفه ..
توقف هو لبرهة .. وكأنه سيتخذ قرار ما ..
ثم واصل حديثه ..
تزوجت .. بتلك الفتاه التي رصدتها معي ذات يوم ..
عشت بها ومعها ..
وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيرة .. على خطبتي إياها
إلا أننا اكتشفنا .. بعد زواجنا
أن كل منا لم يستكشف الآخر بعد ..
واتضح لي لاحقاً .. أن كل ذلك .. مجرد ( حكايات أفلام ) ..
لااعلم من منـّا .. كان الجاني على الآخر .. أنا أم هي !؟
مضت أشهر على زواجنا .. ولم نستطع الاستمرار !!
فالحرية والسعادة التي كنت انشدها ..
تبخرت بمجرد انتهاء المأذون من كتابة ( العقد) !!
اتفقنا على الانفصال بمودة .. دون إن نرزق بأبناء
عادت هي إلى أهلها
وعدت أنا إلى غيي ..
بعد حوالي عام ..
أصرت والدتي على تزويجي ..
أصبح الأمر لدي سيان ..
لم أتردد .. وافقتها دون ممانعة أو تردد
خطبت لي ابنة إحدى الأسر العادية .. في محافظتنا
لم تكن بتلك الأسرة المتحررة ولا بالمتزمتة .
بين بين ..
تزوجت بامرأة لااعرفها ..
شعُرتُ بالتخلف والانهزامية لهذا القرار
اهكذا خاتمتي !! ؟
دخلت بها .. دون انشراح !
في ليلتنا الأولى .. لم ترفع رأسها أمامي .. خفراً وحياءً
وعهدي بمن عرفت من النساء ..
هنا وهناك ..
الصولة والجولة ..
فأعينهن تسابق عيناي !!
وأياديهن تسابق يداي!!
وما أن دخلت عليها ..
وحدثتها حديث الغريب للغريب ...
حتى استأذنتني للحظات ..
فأذنت لها ..
توقعتها .. ستتجمل لزوجها
كفتاة في ليلة فرحها ..
وإذا بها ..
تمد سجادتها .. وتتلتحف بدثارها
وتصلي ..
( مطوعه ) !!!!
هكذا همست بأزدراء ..
الله يسامح الوالدة .. أهذا وقت صلاة ..!!
قلتها في نفسي ساخراً !!
تركتها على سجيتها .
وما أن انتهت من صلاتها ..
حتى قالت لي :
هل أوترت !! ؟؟
لم اجبها ..
مرت الأيام .. وتوالت الليالي
وعلمت انه وجب علي الاستعداد .. لقدوم ضيف جديد على منزلنا ..
خلال الأشهر القادمة .
كانت هذه الزوجة..
تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها ..
تشتري رضاي .. براحتها
يخجلني .. توددها
لاهم لها .. إلا البحث عن سعادتي ..
فأستحيي أن اجلب لها التعاسة .
اكتشفت أن زوجتي .. ( مطوعة ) لطيفة
بل لطيفة جدا ً
لاحديث لها إلا عن الجنة والنار ..
أجد بين يديها كتباً ..
كلما قرأتها
غالطت نفسي .. وقلت لايمكن أن يكون هذا إلا مبالغة فألقي بها جانباً
ما إن أعود من الخارج ..
إلا وتسألني .. هل صليت الظهر ..!!؟
هل صليت العصر .. !!؟
نعم نعم .. صليت ..
هذه إجاباتي دائماً بتذمر ..
وأنا والعياذ بالله .. لم افعلها ..
بدأت اكره لقائها .. حتى لاتسألني عن الصلاة
رزقنا بمولودتنا الأولى ..
وازدان بها منزلي ..
تشبه أمها كثيراً .. إلا أني عشقتها دون أمها
كبرت الصغيرة الجميلة
وأصبحت رفيقتي .. في خروجي وعودتي
لاهم لها إلا ( البقاله ومحل الألعاب المجاور )
يواصل ( أخي ) سرد حكايته فيقول ..
ذات يوم ..
هاتفني احد اشقائي ..
يريد مني الحضور اليه .. لأصطحابه إلى المطار ..
كنت يومها اشعر بالإرهاق ..
فالليلة الماضية سهرت في الجريدة حد الإعياء ..
ولم اخذ كفايتي من النوم ..
أخذت طفلتي بجواري .. وذهبنا سوياً إلى منزل عمها
ومن هناك اصطحبناه إلى المطار
وودعته عند بوابته ..
في الطريق إلى منزلي ..
وحين انتصفت المسافة ..
شعرت بشيء .. لم اشعر به من قبل .. !!
إطالة شعيرات في الوجه .. وبتر جزء من سنتيمترات من قماش ..
(( استغفر الله العظيم )) ..
نطق بها .. وفي حنجرته غصة قرأتها بين أحرف كلماته .
اخرج من صدره بضع زفرات ..
كنت احسبها .. حرّى
لم ادع عيناه .. تفلت من رقابتي
بل كنت انظر اليه بتركيز
واشعر انه من المتوجب علي أن استحثه .. من اجل إخراج كل كوامنه ..
لم انبس ببنت شفه ..
توقف هو لبرهة .. وكأنه سيتخذ قرار ما ..
ثم واصل حديثه ..
تزوجت .. بتلك الفتاه التي رصدتها معي ذات يوم ..
عشت بها ومعها ..
وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيرة .. على خطبتي إياها
إلا أننا اكتشفنا .. بعد زواجنا
أن كل منا لم يستكشف الآخر بعد ..
واتضح لي لاحقاً .. أن كل ذلك .. مجرد ( حكايات أفلام ) ..
لااعلم من منـّا .. كان الجاني على الآخر .. أنا أم هي !؟
مضت أشهر على زواجنا .. ولم نستطع الاستمرار !!
فالحرية والسعادة التي كنت انشدها ..
تبخرت بمجرد انتهاء المأذون من كتابة ( العقد) !!
اتفقنا على الانفصال بمودة .. دون إن نرزق بأبناء
عادت هي إلى أهلها
وعدت أنا إلى غيي ..
بعد حوالي عام ..
أصرت والدتي على تزويجي ..
أصبح الأمر لدي سيان ..
لم أتردد .. وافقتها دون ممانعة أو تردد
خطبت لي ابنة إحدى الأسر العادية .. في محافظتنا
لم تكن بتلك الأسرة المتحررة ولا بالمتزمتة .
بين بين ..
تزوجت بامرأة لااعرفها ..
شعُرتُ بالتخلف والانهزامية لهذا القرار
اهكذا خاتمتي !! ؟
دخلت بها .. دون انشراح !
في ليلتنا الأولى .. لم ترفع رأسها أمامي .. خفراً وحياءً
وعهدي بمن عرفت من النساء ..
هنا وهناك ..
الصولة والجولة ..
فأعينهن تسابق عيناي !!
وأياديهن تسابق يداي!!
وما أن دخلت عليها ..
وحدثتها حديث الغريب للغريب ...
حتى استأذنتني للحظات ..
فأذنت لها ..
توقعتها .. ستتجمل لزوجها
كفتاة في ليلة فرحها ..
وإذا بها ..
تمد سجادتها .. وتتلتحف بدثارها
وتصلي ..
( مطوعه ) !!!!
هكذا همست بأزدراء ..
الله يسامح الوالدة .. أهذا وقت صلاة ..!!
قلتها في نفسي ساخراً !!
تركتها على سجيتها .
وما أن انتهت من صلاتها ..
حتى قالت لي :
هل أوترت !! ؟؟
لم اجبها ..
مرت الأيام .. وتوالت الليالي
وعلمت انه وجب علي الاستعداد .. لقدوم ضيف جديد على منزلنا ..
خلال الأشهر القادمة .
كانت هذه الزوجة..
تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها ..
تشتري رضاي .. براحتها
يخجلني .. توددها
لاهم لها .. إلا البحث عن سعادتي ..
فأستحيي أن اجلب لها التعاسة .
اكتشفت أن زوجتي .. ( مطوعة ) لطيفة
بل لطيفة جدا ً
لاحديث لها إلا عن الجنة والنار ..
أجد بين يديها كتباً ..
كلما قرأتها
غالطت نفسي .. وقلت لايمكن أن يكون هذا إلا مبالغة فألقي بها جانباً
ما إن أعود من الخارج ..
إلا وتسألني .. هل صليت الظهر ..!!؟
هل صليت العصر .. !!؟
نعم نعم .. صليت ..
هذه إجاباتي دائماً بتذمر ..
وأنا والعياذ بالله .. لم افعلها ..
بدأت اكره لقائها .. حتى لاتسألني عن الصلاة
رزقنا بمولودتنا الأولى ..
وازدان بها منزلي ..
تشبه أمها كثيراً .. إلا أني عشقتها دون أمها
كبرت الصغيرة الجميلة
وأصبحت رفيقتي .. في خروجي وعودتي
لاهم لها إلا ( البقاله ومحل الألعاب المجاور )
يواصل ( أخي ) سرد حكايته فيقول ..
ذات يوم ..
هاتفني احد اشقائي ..
يريد مني الحضور اليه .. لأصطحابه إلى المطار ..
كنت يومها اشعر بالإرهاق ..
فالليلة الماضية سهرت في الجريدة حد الإعياء ..
ولم اخذ كفايتي من النوم ..
أخذت طفلتي بجواري .. وذهبنا سوياً إلى منزل عمها
ومن هناك اصطحبناه إلى المطار
وودعته عند بوابته ..
في الطريق إلى منزلي ..
وحين انتصفت المسافة ..
شعرت بشيء .. لم اشعر به من قبل .. !!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 15, 2010 8:25 pm من طرف KUTEL
» قصة سعيد الكومودية (حقيقية)
السبت يوليو 04, 2009 1:05 am من طرف KUTEL
» فكرة حلوة< أكمل القصة >
الإثنين يونيو 22, 2009 8:19 pm من طرف ابوعاصم
» امل و اشتيااااااااق ل 00 لهفة اللقااااااااااء
الثلاثاء يونيو 09, 2009 4:37 am من طرف الديب الكبير
» مجموعة من الصور البرية
الخميس يونيو 04, 2009 8:30 pm من طرف n a b u l y
» محشش غبي
الخميس مايو 14, 2009 7:18 pm من طرف 2009محترف
» مرهم
الخميس مايو 14, 2009 7:18 pm من طرف 2009محترف
» تقدر تسويها
الخميس مايو 14, 2009 7:17 pm من طرف 2009محترف
» TLAT2002
الأربعاء مايو 06, 2009 4:18 am من طرف شهاب